الاثنين، 18 فبراير 2008

حماس أم فتح .. للخلاص طريق ثالث
بقلم / يوسف العاصي الطويل
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
القدس العربي 25-7-2007
لا يشك احد من المتتبعين للشأن الفلسطيني من ان القضية الفلسطينة تمر الآن بمرحلة من اخطر مراحلها على الاطلاق في ظل ما حدث في غزة وتداعياته المفتوحة على كافة الاحتمالات التى لا تصب في صالح هذه القضية. وخطورة هذه المرحلة تكمن في ان الصراع بدلاً من ان يكون بين الاحتلال والشعب الفلسطينى اصبح بين اطراف فلسطينية تتصارع على سلطه غير موجودة مما ادى الى نسيان وضياع الثوابث الفلسطينية في غابه المطالبات والمناشدات بتوحيد الصف والدعوة الى الحوار وتحميل المسئوليات لهذا الطرف او ذاك .. الخ من دعوات لا تمس جوهر القضية.
نعم ان الحوار والوحدة ضرويتان لتحقيق الاهداف الفلسطينية ولكن لا يعقل ان يتحول هذا المطلب البديهي الى مهاترات وشد وجذب من قبل فتح وحماس ويستهلك كل هذا الوقت الذي يفترض ان يستغل لمواجهة العدو الصهيوني ومحاولاته لتصفية القضية الفلسطينية.
فالقضية تحتضر وعدونا الصهيوني يستغل كل لحظة للاجهاز عليها والمخاطر تتهدننا من كل جانب ومع ذلك لا يزال كلاً من عباس والزهار وغيرهم من اللامسئولين يطلون علينا بتصريحات عدمية غير مسئوله تثير الغثيان والاشمئزاز وكأن قضيتنا الاساسية اصبحت فيمن ينتصر فتح ام حماس عباس ام هنية.
ان استمرار هذا الوضع منذ فتره طويله بدون التمكن من وضع حد له يعنى ان اللامسئولين فى كلا الطرفين لا يدركون مسئولياتهم امام شعبهم وقضيتهم واصبح محركهم الاساسي نظرتهم الحزبية الضيقة ومصالحهم الشخصية وارتباطاتهم الخارجية لا اكثر ولا اقل واصبح مصير الشعب الفلسطيني باكمله اسيراً لهذا الصراع العدمي.
لهذا يجب ان يفيق الشعب الفلسطيني من سباته ويخرج من هذه الدائرة المغلقة القاتلة التى حولت غالبيته الى اسرى صراع لا معنى ولا علاقة له بالنضال والكفاح الفلسطيني هذا بالرغم من الشعارات الكبيره التى يرفعها كلا الطرفين ليدفع عن نفسه تهمة التسبب في تصفية القضية.
فلا يهم ان يتمادى العدو الصهيوني في تكريس سيطرته على القدس ... ولا يهم استيلاءه على مزيد من الاراضي .. ولا يهم التنكيل بالشعب الفلسطيني وتجويعه ومحاصرته داخلياً وخارجياً .. ولا تهم فضيحتنا امام العالم اجمع وخسارة الدعم والتأييد والتعاطف العربي والدولي ..
لا يهم كل ذلك وغيره ... المهم ان تسلم رأس الزعيم والتنظيم وليذهب الجميع الى الجحيم .. فجوقة الزعيم الحمساوي والفتحاوى جاهزه بخطابها الغوغائي النتن للظهور بمظهر الملاك الطاهر الذي يحرص على القضية والشعب لتحميل المسئولية للطرف الآخر وكفى الله المؤمنين شر القتال.
فهذا يقول وذالك يرد .. اسألوا عباس من الذي يرفض فتح معبر رفح .. واسألوا هنيه من الذى يقصف المعبر ولا يريد فتحه ... اسألوا الشعب من وفر له الامن والامان .. واسألوا بيت الرئيس والمقرات من دمرها وسرقها وداس على صورة الرئيس الرمز الذي لم نقتله نحن بل قتله العدو الصهيوني وليس كما يزعم قادة الانقلابيون ...
اسألوا حتى النهاية ولكن لا تسألونا نحن القابضون على الجمر وعلى رقابكم ان نتنازل عن مواقفنا ومبادئنا وثوابتنا التي ناضلنا من اجلها ولا تطالبونا باعادة الامور الى ما كانت عليه .. ولا بالحوار والمصالحه .. فمعانقة اولمرت وتقبيل رايس .. وموتكم جوعاً وحصاركم وضياع القضية اهون علينا من الجلوس والحوار والمصالحه مع هؤلاء الانقلابيون .. الدحلانيون .. عملاء اسرائيل وامريكا .. الذين ينفذون اجنده ايرانية !!
موتوا جوعا وليفعل اولمرت ما يريد فلن نتنازل ولن ننبطح امام الظلاميون ... العلمانيون ... عملاء بوش.. واحمد نجاد .. موتوا قهرا وحسره فلا مجال للتنازلات .. فنحن من يملك صولجان الحقيقة .. ومفاتيج الجنة والنار .. وكوبانات الذلة والعار .. وعليكم ان تدخلوا معنا النفق المظلم الذى بشر به ابو عمار .. نفق اوسلو الذي بدأ بغزه اريحا اولاً .. وسينتهى بفضل نضالاتنا وتضحياتنا بدون غزه ولا اريحا .
فلا مخرج لكم ولا مستقبل لكم .. الا معنا وبنا رغم انوفكم فنحن من يملك الشرعية الثورية .. والشعبية .. والدينية .. وبشهادات ديمقراطية وربانية .. من الشعب واولمرت.. وبمباركه من امريكا.. وحتى طالبان .. فنحن اول الرصاص .. ونهاية القضية .
وتستمر الجوقة العفنه في التنكيد على الشعب والامه ونشر غسيلها النتن على العالم اجمع بوصلات متتالية من الردح المبتذل امعاناً في قهر وتحطيم هذا الشعب المرابط بادخاله في دوامه الصراع الحزبي العفن وما يولده من انقسام وصراع لا يبقى ولا يذر .. لتغرق القضية والشعب في سيل جارف من الاكاذيب والاضاليل المتبادله .. وبالطبع فإن هذه الجوقة اللعينه لن تسأل نفسها .. الى متى والى اين... مادامت الاغلبية الصامته صامته وتكتفى بالابتهال والدعاء والتمنيات ان يعود الوفاق بين الاخوة الاعداء وان يصلح الله الاحوال.
ولكن الوفاق لن يعود والاحوال لن تنصلح لكثرة عميليات الترقيع التي لم تبقي مكان لرقعه جديده .. فثيابنا باليه كشفت المستور والعورات ولن تجدى معها عمليات الترقيع والقص واللصق .. فقد اتسع الخرق علي الراقع ولم تبقى الا خيوط خجوله معلقه فى الهواء تفنن ازلام النظام وابواقه هنا وهناك في تمزيق ما تبقى منها.
ولن تجدي سياسة توزيع القبلات والحوارات الفارغه في حفظ البكاره والجام السكارى .. فمحبوبتنا ارض فلسطين بحاجه الى ثوب جديد يكون على مقاس عشاقها جميعاً في الداخل والخارج .. ثوب يصنع في فلسطين .. كل فلسطين .. يساهم في نسجه وتطريزه ورسم لوحاته كل ابناء الشعب الفلسطيني بكل فئاتهم وانتمائاتهم .. ثوب يكون بلون الارض الممزوجه بدم الشهداء والجرحى .. تفيح منه رائحة زهر البرتقال .. مغروساً في الارض كشجره طيبه جذعها ثابت وفرعها في السماء .. شجرة مباركة زيتونه لا شرقيه ولا غربيه.
فالارض الطيبه الذي بارك الله حولها .. مهد المسيح وارض الانبياء .. ارض الرباط والاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين .. لن تقبل ان تبقى اسيره لهذا العبث والضياع .. لن تقبل التسلط على هذا الشعب بالادعاء بالاحقية بثمثيله وصلبه وشنقه باسم القضية.. فكفاها من قتل وصلب وشرد بايدى قتلة الانبياء وشداق الآفاق .. وكفاها هذا الخزى والعار بعد تكرار قتل قابيل لاخية هابيل على ايدي تنظيمات عبثية وقيادات عفنه ذات رؤوس خاوية و كروش منتفخة و جيوب متورمة ..
ارضنا الطيبه لن تقبل باستمرار المهاترات والشعارات العبثية والممارسات البائسة .. وسترسم لنا طريق الخلاص والخروج من هذا المأزق الفتحوحمساوي .. طريق ثالث يقلب الطاوله على الابن الضال ويعيد صياغه مشروعنا الوطنى بعيداً عن الحسابات التنظيمية الضيقة .. طريق ثالث يجمع ابنائها المخلصين بمن فيهم ابناءها من فتح وحماس وباقى التنظيمات ومؤسسات المجتمع المدنى في بيتهم الاصيل .. منظمة التحرير ومؤسساتها .. ليعيدوا الاعتبار لهذا البيت بعد ان سكنته الغربان ووحوش الارض.


ليست هناك تعليقات: