الخميس، 31 مارس 2011

خبر عاجل .. الشعب يريد اسقاط الجزيره والعربية .. ونخب البلطجيه

خبر عاجل .. الشعب يريد اسقاط الجزيره والعربية .. ونخب البلطجيه


يوسف العاصي الطويل

1

فجأه أدرك الجزيره الصباح .. وسكتت عن الكلام المباح .. ولم تتابع حديثها إلى مولاها سيد البلاد وأمير العباد ... والذين اكثروا فيها الفساد .. الجاثمين على ضمير الامه .. فقد انقلب السحر على الساحر .. بعد ان انكشف حقدهم السافر.. فقال الشعب الليبي كلمته واسمع صوته .. واصطف لحماية وطنه، بعد ان بان الهدف ووضحت اللعبه وانجلت .. حرب صليبية تحت مسمى حماية المدنيين ونصره المقهورين، وقصف وصوراريخ توماهوك عشوائية بعيده عن الاهداف الحقيقية .. وهنا اختفت الجزيره والعربية .. ولم تنقل بالبث المباشر الصوره الحقيقية .. وتركت المجال للحمله الصليبية تدمر وتقتل الشعب الليبي .. ونست كما زعمت مهمتها الانسانية .. ولم يعد هناك مكان او فرصه لجزيرة الفتنه لاكمال مسرحيتها المزيفه "الشعب يصنع االثوره" لان الجمهور انقلب على الكومبارس ولم يعد بالامكان تكملت فصول المهزله المعدة مسبقاً.. وصاح الجميع يا وضاح .. مسرحيه مهزله .. هاتوا فلوسنا .. وهنا وقف ممثلي الجزيره وراقصوها عاجزين عن الحركة، وسقط من يدهم كل ما كان بحوزتهم من تقارير ومشاهد .. وخبراء ومعارضين .. وحتى شاهد العيان .. وقارئ الفنجان والمصدر الموثوق .. فر هاربا خارج المسرح، ولم يعد هناك من يزود الجزيره بالخبر العاجل .. او يبشرها بالرحيل العاجل او الآجل .. ولاستمرار البث والخوف على ارزاق العباد والبلاد في جزيرة الفتنه .. ولان الزمار بيموت ولسانه بيلعب .. تحول زماروا الجزيره ومطبلوها الى اليمن الذى كان سعيداً .. (وانشاء الله يعود سعيداَ).. ثم الى الشام .. لاكمال اللعبه المؤامرة .. فيما الصليبيون الجدد مشغولون في اكمال مهمتهم الانسانية على الاراضي الليبية .. فهؤلاء الاجانب .. خفافيش الظلام .. مصاصو الدماء وآكلي لحموم البشر .. اتقياء وبرره .. لا يحبوا ان تعرف يدهم اليسرى ما قامت به يدهم اليمنى .. عملا بالمثل المأثور والقول المشهور.. داري على شمعتك تقيد وتشعلل .. في اليمن وسوريا والجزائر والمغرب والسودان المقسم .. الا جزيرة العرب التى اعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبشرنا بانه لن يجتمع فيها دين مع الاسلام .. فالانوار والحرائق والفتن يمانية وشامية ومغربية .. ولكن ممنوع لها ان تكون قطرية او بحرينية او .. خوفا على القواعد الامريكية.

لقد جربنا كرم وتقوى هؤلاء الحمر الانجليز والامريكان .. بعيونهم الزرقاء في افغانستان والعراق وفلسطين .. قتل ودمار واغتصاب ونهب .. ولا من شاف ولا مين دري .. حتى اصبح عندنا الخبر اليومي بقتل العشرات في العراق او افغانستان وفلسطين خبر عادي لا يحرك فينا ايه مشاعر غضب او غيره على ارضنا وعرضنا ..

سقطت الجزيره والعربية، ولكن حتى اللحظة لم تسقط بعض الانظمة العربيه .. سقطت الجزيره لانها كانت ولازالت اداه استعمارية امريكيه .. ولم تسقط بعض الانظمة العربية لانها ايضا كانت ولازالت اداة استعمارية امريكية .. الاولى سقطت لان ثوار النظام فضحوها وعروها وصمدوا امام نظرية التغيير بالتزوير .. والثانية لم تسقط لان النظام صمد وربط التغيير بالتكفير.

سقطت الجزيره لانها لم تكن حيادية او موضوعية .. بل كانت تنفذ اجنده اجنبيه .. واداه قذره في الحرب على الامه العربية .. وكان شعار الرأى والرأى الاخر شعارا فقط ولم يكن قط جزء من سياستها الاعلامية. .. سقطت الجزيرة لانها اعتمدت في تغطيتها على شاهد العيان والمصدر الموثوق .. والناطق باسم الثوار .. وتغاضت عما يدور على الارض من مذابح بالسكين والساطور، ارتكبها ممن وعدوا الناس بالحرية والتحرير .. مشاهد بشعه لا يطيقها انسان .. تغاضت عنها الجزيره والعربيه لتسدل عليها ستارا من النسيان .. ولكن هواة التصوير تمكنوا من نقل الصور وفضح الخبر .. وهنا سكتت الجزيره عن الكلام المباح .. متمنية ان لا يلوح الصباح .. حتى لا ينفضح امر خنفر الوضاح .. سقطت الجزيره وسقطت العربية .. ولكن مسلسل السقوط له بقيه ..حيث ستسقط انظمه وبلطجية ..

2

سقطت الجزيره وسقطت العربية .. وسقطت معهما نخب البلطجية .. فقد صرح شاهد عيان ومصدر موثوق ومطلع بان الثوار الذين اسقطوا النظام .. باصالتهم العربية .. قد فاقوا من السكره .. وجائتهم الفكره .. وهم يجاهدون لاسقاط الجزيره وسيتقدمون للسيطره على العربية .. وغيرها من محطات الفتنه والرجعية التى بدأت تتهاوى وتنكشف الاعيبها التزويرية .. وتكاد ان تسقط بالسكته القلبية .. ورجح المحللون والخبراء بان فلول ممثلي وراقصي الجزيره والعربية، وخبرائها ومحلليها ومفكريها وناشطيها .. وخنفر الغظنفر سيفرون هاربين باتجاه البي. بي. سي. والسي اى.ايه، للبحث عن دور جديد لهم .. وكله يعتمد على كرم الضيافة الامريكية .. وقدرتها على الاستفادة من خبراتهم التزويرية ... ولكن يبدو ان خبراء الجزيرة ومفكريها ومستشاريها .. ومعهم على البيعه خفافيش العربية .. سيكون حالهم حال ذلك الخبير الذى اصبح يخدم الحمير .. ويقدم لها الشعير ..

ففي قديم الزمان وسالف العصر والأوان, كان هناك سلطان عظيم الشأن, له مئات من المساعدين والأعوان. وفي يوم من الأيام, أراد هذا السلطان أن يقوم برحلة بين الأنام, ليمضي ساعات هنية ويتعرف على أحوال الرعية, فأرسل في طلب خبير الطقس الذي جاء من خوفه يرقص رقص, فأخبره الملك بعزمه على القيام برحلة للقنص, وعليه أن يعرف له أخبار الجو حتى لا يفسد عليه المطر الفرح واللهو, فهرع مسرعا الخبير حتى كاد أن يطير, فراح في معمله يضرب أخماسه بأسداسه ويستنفر كل حواسه, ليكشف الأسرار ويعود للسلطان بصدق الأخبار, فهو يدرك أن بانتظاره الويل والثبور وعظائم الأمور أن لم يكشف المستور من خفايا الأمور.

وبعد ساعات من الجهد المبذول انتهى الخبير من وضع الحلول وأرسل إلى السلطان بالقول, بان عليه أن لا يهتم بالقال والقيل فالطقس جميل ويمكنه أن يمارس هوايته في صيد الغزلان والآيل . و لما جاء الموعد المذكور شدت الأحزمة فوق العربات والمهور فسار السلطان برفقة الحاشية, وفي الطريق صادف الموكب فلاح في السن عتيق يسير مع رفيق, وقد استغرب السلطان منظر الاثنان إذ هما في السير يجدان ويسرعان وبمعاطف رأسيهما يغطيان, وحتى يعرف السبب و يبطل العجب أرسل إليهما في الطلب, ولما مثل الاثنان بين يديه, سألهما سر ما يقدمان عليه فابلغ الفلاحان القول إليه بان المطر قادم ومن لم يستعد له لا محالة نادم . ولما سأل السلطان كبيرهم لماذا هو متشاءم فالجو ليس بغائم, رد عليه بان حماره هو مصدر أخباره وأن هذا الحيوان لم يأته يوما إلا بصدق الكلام , فان رفع أذنيه عاليا فان الجو ماطر وأن أسدلهما فلا خوف على السائر, وضحك ملء فمه السلطان وابلغهما أن عليهما الأمان إذ أن خبيره اعلم بأخبار الطقس والأوان وأن عليهما أن يخلعا المعاطف ولن يكونا بنادمان.

وتابع الموكب سيره, والملك من غباء الفلاحان تعتريه الحيره. وبعد ساعات الأحوال تغيرت والسماء تلبدت وأبرقت وأرعدت وسيل من الماء أمطرت وثياب السلطان والحاشية تبللت ولم ينفع الإياب بمنع بلل الثياب. وعاد السلطان إلى القصر ولاشئ يؤمن له الستر فأرغى وأزبد وهدد وتوعد وفي اليوم الثاني أرسل في طلب كل الحمير ومكنها من تسيير أمور البلاد والتغيير, ومن يومها صار الخبراء ينقلون الشعير, ويسير أمور البلاد الحمير.

هذا هو حال خبراء الجزيره ومفكريها ومن على شاكلتهم من اصحاب الصحف الصفراء .. عبيد الحكام ومطية الاستعمار .. خبراء التنبله والاستحمار .. يتلونون بكل الوان الطيف .. يفتون ويحللون ويحرمون .. حسب الكم والكيف .. فالفتيا عندهم بزنس.. وكله بثمنه .. والشاطر يدفع اكثر .. عسكريون فاشلون منهزمون .. لم ينتصروا بغزوه .. ولم ينقذوا حصان من كبوه .. يدعون خبره في العلوم العسكرية .. والخطط الاستراتيجية .. وتجاربهم كلها تفصح عن بطولاتهم في الفنون التزويرية .. مفكرون يعتقدون انه بلباسهم للبدله والكرافه .. اصبح من حقهم الحديث عن كل شئ .. حتى طرق صنع الكنافه .. يتفننون في حركاتهم البهلوانية .. ومداخلاتهم الشيطانية .. ويعرفون من اين تؤكل الكتف .. ومن اين يحلوا النثف .. يخدعون الناس بحلاوة اللسان .. ويجيدون العزف على الكمان وكمان .. حتى بدون جوقه والحان .. استغلوا الظلم والاستبداد .. والهزيمه والفساد .. في تضليل العباد .. بالحديث في المرغوب .. ولكن باسلوب .. لا تقربوا الصلاه .. وابقوا سكارى .. ليبقى الناس فى اقوالهم حيارى ..

اما جهلاء السلاطين .. ومفسدى الدين .. فهم العن طائفه .. اضاعوا الدنيا والدين .. واصبحوا طابورا خامسا للحاكمين .. وغذوا طالبين بعد ان كانوا مطلوبين .. عرفوا الحق فزاغوا عنه... وأرتضوا أن يستبدلوا رضا الله بمتاع زائل .. ونسوا ان خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.. وتفننوا في اضلال العباد .. وادخلوا في قلوبهم الخوف والفساد.. بعلم فارغ .. وتأويل مارق .. ولم يقولوا كلمة حق .. بحق مظلوم للنصرة مستحق .. بعضهم إستهوته المناصب والالقاب .. فتفنن في الخطابه والسباب .. وباعوا دينهم مقابل الشهرة والصيت والظهور على الفضاءيات .. وبيع الكاستات .. ووجدوا فى الدين وسيلة لكسب الاموال.. من الحافي والبقال.

سقطت الجزيره والعربية وسقط معها خبراء الهزائم العربية .. من استراتيجيين عسكريين وغير عسكريين .. وعلى رأسهم علماء السلاطين الذين لم يفرقوا بين الثوره والاستعمار .. وبين المتظاهرين وعصابات الفتنة والدمار .. اقنعونا بان افراد العصابات المسلحه ثوار .. وذابحوا الآمنين بالسيوف والسكاكين احرار.. وخيانة الجامعه العربية لميثاقها انتصار.. وقرار التدخل والمحكمه الدولية ليس استعمار .. بدليل ما يحدث في العراق وافغانستان وفلسطين والسودان .. التى تنعم في ظلال مجلس الامن بالامن والآمان .. حتى جلس الذئب يداعب الغنم برفقة الرعيان .. ولهذا يجب على الشعوب العربية ان تفرح بالتحرير .. وسطوع بشائر التنوير .. الذى بدأ يغزو السماء العربية بخيوط من القنابل والتفجير .. ولم يكن ابدا تثوير بالتزوير .. هذا حسب فتوى الشيخ والمفكر .. والخبير.

الاثنين، 28 مارس 2011

عار على العرب .. ما بعده عار

عار على العرب .. ما بعده عار


27-3-2011

يوسف العاصي الطويل

ضياع امه .. انتحار امة العرب .. خروج العرب من التاريخ .. كلها عناوين مناسبة للتعبير عن حال الامه العربية في هذه اللحظة من تاريخها الذى ربما لا نجد من يدونه .. او حتى من يقرأه من ابنائها .. الا على سبيل التندر ودراسة تاريخ الامم البائده .. وبالطبع من قبل الشعوب الاخرى .. ان اللحظة الحالية التى تعيشها الامه هى لحظه حاسمه في تاريخها فاما ان تفوق من غفوتها وسكرتها .. واما ان تذهب الى مزبلة التاريخ بغير اسف عليها .. فامه ارتضت ان يستشرى فيها العبث والجهل والظلم والكذب لهذه الدرجه .. هي امه لا تستحق الحياه .. امه لا تتعلم من تجاربها المره .. وتكرر باصرار عجيب اخطاء الماضي .. لا وجود لها في عالم اليوم .. امه تسيطر عليها الاحقاد والمؤامرات الداخلية والحسد والعماله .. لا بد زائله .. امه تنسى انها كانت السبب الرئيس في القضاء على الخلافه الاسلامية بعد تآمر اعرابها وتحالفهم مع الحلف الصليبي .. هى امه ظاله .. امه باعت فلسطين واولى القبلتين وثالث الحرمين .. وتتحالف مع الصهاينه هي امه ملعونه .. امه تآمرت على ارض الحضارات وعاصمة الخلافة الاسلامية بغذاد .. بدعوى نصره حفنه من الاعراب الذين هم اشد كفرا .. هى امه زائله لا محاله .. امه تدعي نصرة المظلومين واغاثة الملهوفين في ليبيا .. وتنسى الجوعى في الصومال وافريقيا .. وتقسيم السودان .. وحصار غزه .. وتدمير افغانستان والعراق .. هي امه كاذبه وفاجره .. امه تتحالف مع الشيطان الاكبر .. وتسعى لتدمير ما تبقى من قوه لامه الاسلام بشعارات طائفية حيناً .. واقليمية احياناً .. وقبلية .. هى امه ارتضت لنفسها الذل والمهانه .

امه يسودها ويسوسها كذابون ودجالون وامراء ظلام وفقهاء سلاطين مرتشون .. يقولون ما لا يفعلون .. ويتقلبون في احضان الحكام والسلاطين .. ويفتون بارضاع الكبير وتجويع الصغير .. وبقتل الامير .. وتشريع الفتن والتدمير .. لابد ضائعه متهالكه .. ستتكالب عليها الامم وتنهشها وتقطعها اربا .. ولا عزاء فيها لمن ارتضى ان يكون نصيحه القرضاوي .. ووليه وخليه ذلك التخين الخاوي

فالقوات الاجنبية تكالبت على ضرب بلد عربي وشعب مسلم فيه اكثر من مليون شخص يحفظون القرآن .. بضربات يوجهها هؤلاء الصليبيون بدعوى حماية المدنيين من وحشية النظام .. وبتكليف من جامعة الخزى والعار .. التى اصبحت مهمتها الوحيده التشريع لتدمير الشعوب العربية .. والامه العربية والاسلامية تقف تتفرج على ما يحدث .. ليس هذا فحسب بل رأينا العجب العجاب من هذه الشعوب التى لم يحركها الفيس بوك .. ولا الجزيرة توك .. لانها امه جاهله لا تجيد القراءة ولا حتى الكتابه .. عار على العرب .. ومازال جرحهم في العراق ينزف وارضهم في فلسطين تسصرخ ان يصدقوا هؤلاء الصليبيون .. وينخدعوا بحديثهم عن حماية المدنببن والشعوب المقهوره ..الم يكفيهم درس سايكس بيكو وضياع الخلافه .. الم يكفيهم زرع اسرائيل قي المنطقه وعربدتها .. الم يكفيهم ما حدث للعراق العظيم بلد الحضاره والخلافه .. الم يكفيهم ما يحدث في افغانسان والصومال والسودان ليعتبروا.

عار على العرب .. ان تتلاعب في عقولهم الفارغه قنوات الفتنه .. وكأن لديها الخير اليقين ..ولم يكلفوا انفسهم مشقة ارسال وفد لتقصى الحقائف ..او الاصلاح عملا بما يحض عليه القرآن .. وبعد ذلك يتخدون خطوات اخرى كثيره اذا احسوا ان الامر يحتاج الى ذلك.. عار على العرب التى اكل الصدء اسلحتهم وطائراتهم .. يحركوها الان صوب بلد عربي .. فيما ظل الاقصى السجين يستصرخ عشرات السنين هل من مغيث .. فلا اذن سمعت ولا عين رأت .. عار على النخب والمثقفين .. الذين اثبتث الايام انهم من الفكر والفطنه فارغين .. فقط بكثرة الكلام متشدقين .. يتحدثون عن الثورية والقومية والشيوعية والبرجوازيه .. ولكنهم سلموا قيادتهم للرجعية عار عليهم وقد حملوا راية مقاومة الصهيونية والاستعمار .. ان ينكسوها ويرفعوا بدلا منها راية التنبله والاستحمار .. اما من يسمون بحركات اسلامية .. الذين يكفرون وينادون بان لديهم الحل اليقين .. باتباع تعاليم رب العالمين .. فقد ظلوا السبيل .. وحادوا عن التنزيل .. وزرعوا الفتنه .. وتكالبوا على السلطه .. بشعارت كاذبه .. ونسوا القرآن .. وسيرة خير من انجبه الزمان .. فلم يعدوا .. ولم يصلحوا .. ولم يسمحوا .. واتخذوا الكافرين اولياءً لهم .. وطربوا وتراقصوا لضرب وتدمير بلد عربي وفتنة اهله .. يبشرون بالخلافه .. وهم غارقون قي التفاهة عار على الشعوب الضاله التائهه التى لم تحركها النخوه والدين .. ولا ما اخبرنا به رب العالمين " فلم يتبينوا .. فاصابوا قوما بجهاله .. وسيصبحوا على فعلهم نادمين .. لانهم شاركوا في قتل اهلنا في ليبيا على ايدى الصليبيين .. عار يظلل الجميع يتمرغون به .. سيظل يلاحقهم الى يوم الدين .. وسيشهد عليه النبين الامين .. المرسل رحمة للعالمين .



الاثنين، 14 مارس 2011

على طريقة بوش وبن لادن .. معنا ام مع القذافي

على طريقة بوش وبن لادن .. معنا ام مع القذافي


يوسف العاصي الطويل

من اصعب الامور على ايه انسان عاقل ان يجد نفسه في بعض الاوقات، مجبرا على النزول الى تفاهات يفرضها الاخرون عليه تحاول اختبار ذكائه وفطنته، فتغرقه بكم هائل من الاكاذيب وتمارس عليه عمليه قذره معروفه لدى خبراء الحروب النفسية والاشاعات والتضليل يطلق عليها غسل الدماغ، والتى تقوم آلية عملها على استخدام اساليب اعلامية ممنهجه للوصول الى الهدف المقصود، من خلال التكرار، والادعاء بالموضوعيه واستخدام ما يسموا بالخبراء، والاصرار على الكذب عملا بمبدأ .. اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون.

لقد وجدت نفسي في مرات بل في مئات المرات مجبرا على الدخول في هذا الاختبار وانا اتابع الاحداث التى تدور في منطقتنا العربية من خلال الفضائيات. وكمواطن عربي يهمنى واتفاعل مع كل ما يدور في عالمنا العربي الحبيب، من الطبيعي ان ادخل في نقاشات واعبر عن رأيي فيما يدور بلساني وقلمي، لاننى لم اتعود ان اكون امعه وتابعا لاحد، يملى على ما يريد ويلغي عقلي الذى هو اعظم منحه الهيه، وينتظر منى تلقي ما يريد، والسمع والطاعه

اقول ذلك لاننى على يقين بان الكثيرين تعرضوا لنفس الموقف، وحاولوا استخدام عقولهم والادلااء برأيهم، وان كانوا جميعيا يؤمنون بالتغيير ويطالبون به، ولكن ذلك لا يمنع من مناقشه ما يدور بموضوعية وبحريه وحتى لو خالف الصوره الطاغيه على الساحه. فهناك مساحات اخرى وصوره اخرى غير واضحه من حق الجميع ان يتسائل عنها ويثير الشكوك حولها .. والاختلاف بالرأى لا يفسد للود قضية.

ولكن للاسف ان من يطالبون بالتغيير الان بدعوى نشر الحرية والديمقراطية اثبتوا انهم ابعد الناس عنها، لانهم رفوعوا منذ البداية الشعار البوشنى البللادنى "معنا او ضدنا.. مع الخير او الشر مع الثوره او مع النظام .. مع التغيير او ضده.، فقسموا العالم الى فسطاطين ... مع الاشرار او الطغاه .. او مع الاخيار والثوار الابرار. واصبح الكلام والرأى الآخر ممنوعاً قبل ان يبدأ، ونشطت محاكم التفتيش من جديد، مستخدمه كل ما في جعبتها من اسلحه واتهامات بالرجعية ورفض التغيير .. بل وصل الامر ببعضهم للبراءه من هذا او ذلك، وانقلب الجميع على الجميع، وشهدنا اكبر عملية نفاق مارستها النخب حتى لا تسبح ضد التيار الجارف الذى يقوده رعاع القوم، ولاحظنا تبدلاً مخزي في المواقف والآراء بدون تبرير عقلي او منطقي، واصبحت النخب التى يفترض ان تتقدم الصفوف تهرول للحاق بالقطيع التائه الذي لا يعرف ما يريد ولا كيف يحقق ما يريد.. انها الفوضى الخلاقه او المخلوقه والمصنعه في استوديوهات هوليود العربية ويرعاها راعي البقر الامريكي الذى مارس القهر والافساد على القطيع العربي لفتره طويله من الزمن، ولكنه اخيرا قرر ان يطلق سراح هذا القطيع ليس كرما منه وحبا للحرية وحقوق الانسان، بل من اجل الاستفراد بالمراعي الخصبه التى يحتلها هذا القطيع المتخلف .. فكانت خطته .. بقر يكسر بقر .. والراعي يجنى الثمر.

ان فوضى الثورات العربية وبالذات ما يحدث في ليبيا تكشف بكل وضوح حقيقة القطيع العربي الضائع ونخبه الفاشله التى لا تجيد الا رفع الشعارات والتقلب في المواقف. فالاختلاف مع الانظمة الفاسدة ومعارضتها والمطالبه بتغييرها امر مشروع وحق طبيعي لكافة الشعوب، اما ان يستغل هذا الحق من قبل فئة وتخرج علينا وتدعى انها تمثل كافة افراد الشعب فهذا كذب ووقاحه غير مقبوله، وايضا ان يفرض علينا تصديق ان الجماعات الهمجية في ليبيا التى تمارس القتل والتدمير والسرقه هي جماعات لها مطالب عادله ويمكن ان تشكل نقله نوعية في ظروف ليبيا اذا تسلمت السلطه، فهذا ايضا تضليل ما بعده تضليل، فكيف يمكن ان يمارس الديمقراطية ويحترم حقوق الانسان من احتكم للسلاح ومارس التدمير والسرقه، وكيف يمكن ان يؤتمن على مستقبل امه من ارتضى ان يكون عميلا للاجنبي ويسعى جاهدا لادخاله في المعركة الدائرة.

في احد اللقاءات التى اغرقت كلا من الجزيره والعربية المشاهدين العرب بها، لتجييشهم ضد النظام الليبي، شاهدت المضحك المبكي، صياد ليبي ينظم الى الثوار لابسا زى مشاة البحرية الامريكية، يتحدث عن الثوره واستعداه للشهاده في سبيلها، ثم تأتى من ادعوا انها زوجته واولاده ليتحدثوا عن مساندتهم للثوره، وفي نهاية التقرير نشاهد الصياد الليبى ممسكا جيتارا ويغنى باللغة الانجليزية لحرية ليبيا .. تقرير شاهده الملايين وتناقشت مع اصدقائي بشأنه وهل لفت نظرهم شئ بالتقرير فقالوا لا، فقلت لهم كيف يمكن ان يكون هذا صياد ليبي ويغنى باللغة الانجليزية بطلاقه وكانه عاش في امريكا مئة سنه، والمضحك المبكي ان صياد ليبيا يجيد اللغة الانجليزية بطلاقه في حين ان مصطفى عبد الجليل رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقتالى لا يجيدها.. والبقيه عندكم.

هذه هو نوع من التقارير المزيفه التى تقدمها الجزيره والعربية للمشاهد العربي لاختبار ذكائه، وتزوير وعيه، ولو ان الفضائيات تعرض وجهة نظر الطرف الاخر فيما يدور لما اختلفنا معهم، اما ان تنحاز القناتان منذ البداية الى طرف ضد آخر وتقرر منذ البداية شطب بلد مستقل ومعترف به، وترفع علم نظام ملكي عفا عليه الزمن، فهذه وقاحه وتآمر واضح، فكيف قبلت هذه القنوات مصادرة ارادة الشعب الليبي منذ البداية، وفرض نظام حكم عليه قبل ان يستفتى ديمقراطيا؟ .. بل كيف قبلت على نفسها وصف الجماعات المسلحة التى تقاتل النظام الليبي بالثوار، وانهم بحاجه الى حمايه وتدخل دولي. ولماذا لم تطلب القناتان ودول مجلس التعاون تم الجامعه العربية بحماية الثوار الحوثيين في اليمن عملا بنفس المنطق.

انهم يريدوننا ان نصدق ان الثورات الشعبية مسموح بها في دول دون دول .. ففي ليبيا والجزائر واليمن الثوره مشروعه وتستحق كل الدعم من اباطرة النفظ والمجتمع الدولي وحتى لو وصل الامر الى التدخل الاجنبي. اما في دول الخليج فهي خروج على ولى الامر وزندقه وفتنه، بغض النظر عن الضحايا اللذين سقطوا ويسقطون، وهنا نجد فضائياتنا الغير عربيه تسكت عن الكلام المباح وتترك المحتجيين سلميا وحيدين في الساحه يواجهون اقدارهم. فالبحرين وعمان والسعودية والكويت وغيرها، ثوراتها ممنوعه ويتقاطر من اجل اخمادها قادة الدول النفطية بالتعتيم وبعض الاصلاحات والضخ المالى. اما ثورات ليبيا واليمن ترفع ملفاتها الى مجلس الامن من اجل التدخل لصالح طرف ضد طرف وكفا الله المنافقين شر القتال.

يريدوننا ان نصدق ان ما يسمون بالثوار يسيطرون على 90% من ليبيا في حين انهم لم يستطيعوا عقد اجتماع مجلسهم الانتقالى في مكان معروف، بل انهم لم يستطيعوا ان يكشفوا عن اسماء هذا المجلس .. ويريدوننا ان نصدق ان من تآمر على العراق وسمح ولازال للقوات الاجنبية بتدمير العراق واهله حريص على مصلحة الشعب الليبي الشقيق وان جامعتهم التى مهدت للتدخل الاجنبي في العراق، وسكتت عن فضائح وجرائم القوات الامريكية في واعدام رئيس عربي، وتسكت عن جرائم اسرائيل ، وعن الحرب الاهلية في الصومال .. وتقسيم السودان هى جامعه عربيه.

ان عملية التزوير المنظم التى تمارس في تغطية الاحداث الجارية في منطقتنا العربية، بالاضافه الى انها لا تقول الحقيقه وتزور، الا انها في نفس الوقت تعمل بوضوح لتحقيق اجندات غير عربية، والاهم من ذلك انها تعمل على افساد حركة التغيير التى ينادى بها المواطن العربي في كل مكان من خلال خلق فتن وحروب اهليه، والعمل على تدويل القضايا العربية الداخلية. ان تغطية الجزيره والعربية للاحداث وجهت ضربه قاسمه لحركات التغيير العربية من خلال سعيها لتحقيق التغيير بالتزوير .. والتثوير بالتدمير.

نحن مع الثوره في مطالبها العادلة ولكننا ضد الفوضى والانفلات وتدمير مقدرات الشعوب .. نحن مع الجماهير من اجل تحقيق اهدافها العادله بالطرق السلمية، ولكننا ضد بلطجه العصابات التى ترفع السلاح وتحول الثورات الى حروب اهليه.. نحن مع احداث التغيير بفعل ذاتي من قبل الثوار بصمودهم وباسلوبهم الحضاري، وضد اى تدخل اجني تحت ايه ذريعه.. نحن مع دور عربي في الخروج من الازمه وتحقيق التغيير المطلوب ولكننا ضد القرارات المخزية التى اتخذتها الجامعه ومجلس التعاون الخليجي بالدعوة للتدخل الاجنبي .. نحن مع حرية الرأى والكلمه في طرح ومناقشة كل ما يدور في ليبيا وغيرها بموضوعية وامانه ... وضد عمليات التزوير ومحاكم التفتيش والقوائم السوداء وقمع الرأى الاخر .. نحن مع وحدة اوطاننا ورجاء وحرية شعوبنا ولكننا ضد التجزئة والحروب الاهلية والفوضى.



السبت، 12 مارس 2011

عصفورين بحجر واحد .. تدمير ليبيا والقضاء على القاعده

عصفورين بحجر واحد .. تدمير ليبيا والقضاء على القاعده


يوسف العاصي الطويل

اختلطت الاحداث الدائره في ليبيا على الكثيرين مما يتابعون ما يجري، بسبب التغطيه الاعلاميه الموجهه، والتى تقودها الجزيره واخواتها العربية والاجنبية. فالجميع تعاطف في البدايه مع هذه الثوره، باعتبارها حركه شعبيه سلمية تطالب بالتغيير كغيرها من الحركات الشعبيه في العالم العربي. ولكن مع الوقت بدأت صوره اخرى تظهر على السطح، ليس لان الخطاب الاعلامى الموجه تغيير، بل لان الناس بدأت تدقق فيما تشاهد وتسمع، وجاء التدخل الغربي الفج فيما يدور واتخاذ قرارات والتهديد بتوجيه ضربه عسكرية ليفضح اللعبه ويكشف المستور.

وحسب اعتقادي فان اللعبه لم تنتهى بعد، بل ان الغرب يعمل على الاستفادة مما يجرى الى اقصى درجه. فالغرب وامريكا وبريطانيا بالذات وتقف ورائهم اسرائيل واعوانهم من عرب الردة، بعد ان استطاعوا تفجير الاحداث وتزويرها وحققوا مكاسب سريعه في بداية الازمه من استصدار قرارات دولية وتجميد اموال وافتعال حرب اهليه في ليبيا ، فجأة نجد ونلاحظ بطء تحركاتهم. فبعد ان كانوا يسعون الى فرض منطقة حظر طيران على ليبيا مع عدم استبعاد التدخل العسكرى، اصبحوا يتحدثون عن ضرورة ان يكون هذا التحرك بتكليف من مجلس الامن، محاولين ايهام العالم انهم يحترمون القرارات الدولية.

وحسب تفسيرى المتواضع فان القضية ليست بالحصول على موافقة مجلس الامن على التدخل بل ان هناك امر آخر جعلهم يبطئون خطواتهم في فرض الحظر الجوي تم احتلال ليبيا، وهذا الامر يعود الى رغبتهم في اصطياد عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية يريدون اضعاف النظام الليبي وتدمير اقتصاده، وخلق وضع داخلى ممزق ومثقل بالجراح، ومن الناحية الاخرى يريدون اضعاف تنظيم القاعدة او التخلص منه بعد ان قام بالادوار المرسومه له على اكمل وجه.

فالغرب عندما قام بتجييش العالم في مجلس الامن وشكل محكمة الجنايات الدولية، عمل منذ البداية على ان يكون القرار تحت مضلة البند السابع ليتيح له استعمال القوة ضد ليبيا، وبالتالى فان الحديث عن ضرورة الحصول على تكليف جديد هو امر لا تعيره امريكا والغرب ايه اهتمام ولو ارادت ذلك فانها ستنفذه فورا، ولكن الغرب الاستعماري المجرم يعمل دائما على الاستفادة من الاحداث الى اقصى درجه بغض النظر عما يحدث من دمار وقتل وجرائم في الدول الاخري، فوجد في الاحداث الليبية ضالته، فزج بتنظيم القاعدة منذ بداية الاحداث، وقدم له الدعم اللازم، من اجل احداث شرخ كبير في الوحدة الوطنية الليبية للدفع بها الى نقطة اللارجعه، واشعال حرب طويله مع مجموعات مسلحه بلا هدف او برنامج، واخذ يحرك الكمبارس او ما تسمى بالمعارضه الليبية في الخارج والداخل ليضفي على ما يدور لمسات تجميلية. فاعترف بمجلس غير منتخب لم يستطع عقد اجتماعاته في العلن، ونصف اعضاءه لم يعلن عن اسمائهم، هذا في حين انه ومنذ اكثر من ستة عقود يرفض حتى اللحظة الاعتراف بحق شعب فلسطين بالحرية والاستقلال .

فبعد ان خلقت امريكا بععب تنظيم القاعدة قبل احداث سبتمبر، والذي ترعرع في احضان المخابرات الامريكية والعربية منذ الحرب ضد السوفيت في افغانستان، واستغل اسوء استغلال في نسبه احداث سبتمبر وغيرها اليه، وهو براء منها براءة الذنب من دم يوسف، واستمرت امريكا في استغلاله في العراق واماكن اخري لتبرير حربها على ما يسمى بالارهاب الاسلامي، هاهي تستخدم هذا التنظيم في ليبيا لتبرير احتلالها وايضا لتقليم اظافر هذا التنظيم الذى بدأ يقوم باعمال خطف وغيره في الصحراء الكبرى.

ان امريكا تستغل رغبه شباب مسلم في التضحية من اجل نصرة دينهم وتوجههم الوجه المعاكسه مستغله الظلم والاضطهاد والفساد المنتشر في العالم ومنطقتنا العربية. فهذا الشباب المظلل لديه من الاخلاص لوطنه ودينه طاقه غير عادية ولكنه يتم توجيهه الوجهه الخاطئه لاستغلال ما يقومون به لخدمة اجندات واهداف بعيده كل البعد عما يريدون. وكما حدث في احداث سبتمبر التى نفذتها جماعات المحافظين الجدد لاحتلال افغانستان والعراق وملاحقة المسلمين والتضييق عليهم في كل مكان، ونسبتها للقاعدة، ثم قامت بحملة تدمير واعتقالات اجرامية لكل من يقف ضد سياستها واتهمته بالانتماء للقاعدة، هاهى تكرر نفس السيناريو تزج بالقاعدة في حرب ضد نظام القذافي لاضعاف الطرفين، وجعلهم يقتلون بعضهم بعضاً تطبيقاً لمقولة " فخار يكسر فخار".

امريكا والغرب سيغض النظر في هذه اللحظة عن كل تحركات القاعدة وسيمولها بالسلاح والتموين، وستغض الطرف عما يقوم به الجيش الليبي ضدهم، حتى نصل للحظه معينه يستولي فيها الجيش الليبي على غالبية المناطق ويتم انهاك الجماعات المسلحة، وهنا ستتحرك امريكا والقوى الغربيه لفتح الاسطوانه المشروخه، حماية المدنيين وجرائم الحرب وغيرها من الادعاءات الكاذبه.

هذا اجتهاد شخصي اتمنى ان لا يتحقق ويعود الجميع لرشده ويوجهوا بنادقهم ويهبوا ارواحهم من اجل اواطنهم واستقلالها ورخائها وليس للتمهيد للمستعمر وتقديم بلادنا له على طبق من ذهب .

السبت، 5 مارس 2011

القرضاوى .. سقطه لسان ام حنين لمنهج قديم

القرضاوى .. سقطه لسان ام حنين لمنهج قديم
يوسف العاصي الطويل
لا اخفى اننى كنت من المعجبين بالشيخ يوسف القرضاوى ومواقفه المعتدله، فيما يتعلق بكثير من القضايا الدينية التى بحاجه الى الاجتهاد، حيث كنت اجد عنده الجواب العقلاني لكثير من الاسئله التى طرحتها علينا جميعا، الحياة المعاصرة وما واكبها من تطورات مختلفه، في مقابل جمود كثير من علماء الدين على افكار وفتاوى تضيق على الناس في حياتهم، هذا ناهيك عن انها وحسب اعتقادى لا تعبر عن روح الدين الاسلامي الحقيقة، الذى جاء بتشريعات وقواعد تصلح لكل زمان ومكان.
اقول هذا لاعطي الرجل حقه الذي يليق به كمجتهد قدم الكثير للدين الاسلامي، وصدح بقول الحق في مواقف كثيره. ولكننى فؤجت بتصريحه الاخير الذى أفتى فيه بقتل ما سماه الطاغية الليبي معمر القذافي بسبب قتله أبناء شعبه عن طريق قصفهم بالطائرات وتسليط المرتزقة الأجانب لقتلهم. ولم يكتفى بذلك بل طالب القرضاوي في حديث للجزيرة من قادة وضباط وجنود الجيش الليبي "ألا يسمعوا ولا يطيعوا أوامر القذافي بقتل أبناء شعبهم لأن السمع والطاعة هنا حرام فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".وقال القرضاوي " أصدر الآن فتوى بقتل القذافي. أي ضابط أو جندي أو أي شخص يتمكن من أن يطلق عليه رصاصة فليفعل، ليريح الليبيين والأمة من شر هذا الرجل المجنون وظلمه".
ومع احترامي لمشاعر الشيخ القرضاوى وحرصه على دماء المسلمين، ولكننى اعتقد انه تسرع ووقع في سقطه كبيره اتمنى ان تكون سقطة لسان جاءت في لحظة غضب لا اكثر ولا اقل، وليست حنين لمنهج الاخوان المسلمين القديم الجديد في سعيهم لاختطاف السلطه في البلاد العربية، باى طريقه واي ثمن، وقد شاهدنا القرضاوى يختطف الثوره من صنايعها، وأم المصلين في ميدان التحرير وكأنه صانع الثوره ومفجرها.
ففضيلة الشيخ القرضاوى يعلم علم اليقين ان الافتاء امانه عظيمه، ولا يصح ان يصدر هكذا على الهواء مباشرة وبدون تمعن، او قرائن وادلة قطعية. اما ان يعتمد على شهود عيان ومصادر الجزيره وافلام الفيس بوك ، فهذه بدعه لم يسبقه بها احد من علماء الامه. واتمنى ان يخبرنا فضيلة الشيخ عن دليل قاطع لدية بان الصور والتقارير والمقابلات التى تبتها الجزيره وغيرها من المحطات صحية مائة بالمائه، وانها غير مدسوسه او مفبركه. ثم لماذا لم ينتبه فضيلته للافلام المصوره التى يظهر فيها مسلحون يهاجمون قوات الحكومه ويقتلونهم ويستولون على اسلحتهم، وتكناتهم، وهنا كان واجبا عليه ان يفتى بتطبيق حد الحرابه والمنصوص عليه في القرآن.
لا اقول ذلك لتبرير اجرام النظام الليبي بحق شعبه او للدفاع عن القذافي او غيره، فكل شي جائز الحدوث في عالمنا العربي في ظل هذه الانظمة الفاسدة والظالمه، ولكن ان ينساق الجميع لمؤامرات قطر التى تحاك بليل ضد الامه بتوجيهات هيلارى كلينتون وديفيد كاميرون، وتنفذها الجزيره باخبارها الكاذبة، وشهود عيانها وخبرائها، وتقاريها المغرضه، فلا يليق بعالم كبير له مقام كبير في نفوس ابناء الامه مثل الشيخ القرضاوى، الذى يجب ان يكون مكانه في هذه اللحظات الحرجه والتى برزت فيها الفتن في كل مكان هو مكان الطبيب المداوي والعالم الناصح الرزين، الذى يداوى الجروح وينصح الحاكم والمحكوم للخروج من هذه الفتنة المدمره، ويكرس جهده للاصلاح ذات البين.
وربما كنت اقبل فتوى القرضاوى لو انها جاءت من انسان ليس لديه اطلاع في امور الدين، فقضية الخروج على ولي الامر المسلم من القضايا الكبرى التى اجمعت الاراء على عدم جوازه، والسلف والخلف متفقون على أنه لا يجوز الخروج عليهم أبراراً كانوا أو فجاراً ولا يجوز منازعتهم إلا أن يروا كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان، وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يُسبب فسادًا كبيرًا، وشرًا عظيمًا، فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن.
كما لا يجوز للامة الخروج على ولي الامر لإزالته الا إذا كان عندهم قدرة، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا، أو كان الخروج يسبب شرًا أكثر؛ فليس لهم الخروج، رعاية للمصالح العامة. فدرء الشر بشر أكثر لا يجوز بإجماع المسلمين، بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الأمور والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير. فالسمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين في غير معصيةٍ مجمعٌ على وجوبه عند أهل السنة والجماعة ، وهو أصلٌ من أصولهم التي باينوا بها أهل البدع والأهواء. وهذا الكلام الذى اقوله ليس من عندي بل هو ما اجمع عليه علماء المسلمون قديما وحديثا، بل ان الشيخ القرضاوي نفسه افتى بذلك في كتاباته (راجع قراءة في فقه الجهاد- 10. القتال داخل الدائرة الإسلامية، موقع القرضاوي/23-2-2010).
من هنا فاننى لا اجد اي مبرر للقرضاوى ليفتى بقتل القذافي على الهواء ويكررها مره اخرى في خطبة الجمعه في قطر، الا ان يكون القرضاوي يحكم بكفر القذافي البواح، وهذا ايضا لا دليل عليه على الاطلاق، فالقذافي لمن لا يعلم اسلم على يدية اكثر من مليون شخص من القبائل الافريقية التى تعيش جنوب الصحراء الكبرى، بسبب ما يقدمه لهم من دعم مالى وتسهيلات وغيرها، ولم يأتى تنصيبه ملكا على هذه القبائل الا نتيجه لهذه المجهودات الجباره والجولات التى يقوم بها في جنوب الصحراء والتى يؤم فيها ملوك وسلاطين وزعماء القبائل في صلاه جامعه ليس لها مثيل في العالم الاسلامي اجمع. كما ان ليبيا في ظل القذافي وصل بها عدد حفظة القرآن الى رقم قياسي غير مسبوق في العالم الاسلامي، مقارنه بعدد سكانها وهو مليون حافظ. وقد شهد بهذا الامر كثير من مشايخ المسلمين مثل العوده وعبد الكافي والعريفي والقرني، وحتى القرضاوي، والذين زاروا ليبيا وقالوا فيها وفي زعيمها شعرا، وهم للاسف يقومون الان باصدار فتاوي تدعوا الى قتال القذافي وقتله.
لقد كان من باب اولى بالقرضاوي وامثاله وهم محط أنظار المسلمين، واللذين أستأمنهم الناس على الفتيا أن يتحوطوا ويتبصروا في الدين وفي العواقب، وان يستنبطوا فتاويهم من المصادر الصحيحه بما يحفظ كلمة المسلمين، لا أن يؤلبوا الناس على ولاة أمورهم ويزجوا بسفهاء القوم وأدعيائهم في محنة الفتنة وظلماتها وما تسببه تلك الفتنه العظيمة من إنعدام الامن وتقطع السبل وتعطيل الشرائع والحياة اليومية للبلاد والعباد، ولكن يبدو اننا في زمن فتنة الفضائيات التى جعلت من يفترض بهم العلم والورع ينسون مكانتهم الطبيعية وينساقون لرغبة الدهماء، وشعارهم المفضل الجمهور عايز كذا .. ولهذا نجدهم يتسابقون للحصول على مرضاة الجمهور والسلطان بدل مرضاة الله.
هؤلاء العلماء ومن على شاكلتهم هم من احلوا الحرب على العراق وسمحوا للقوات الصليبية بقتل 2مليون عراقي انطلاقا من جزيرة العرب، وهم من يسكت عن القواعد الاجنبية التى تقتل المسلمين في العراق وافغانستان وفلسطين، بل انهم يثيرون فتن مفتعله بين سنه وشيعه تمهيدا لضرب ايران، ويسكتون عن فساد واضح ونهب منظم لثروات بلادهم من قبل اعداء المسلمين، وهم الان من يفتى بشرعية الخروج على ولى الامر وقتله، في حين يحرمون التظاهر في بلادهم.
وهنا فاننى وبالرغم من ايماني المطلق بضرورة تغيير الاوضاع في عالمنا العربي والاسلامي، الا اننى اعتقد ان ذلك يجب ان يتم بطريقه سلميه حضارية تتكاتف فيها كل القوى الخيره والفاعله في المجتمع بكافة اطيافها لتقوم بالتغيير الشامل. ولو ان علمائنا الافاضل كلفوا انفسهم عناء قول الحق الذى هو خير الجهاد عند سلطان جائر، لما وصل حالنا لهذه الدرجه من السوء، ولتمكنوا من اجبار الحكام على الانصياع لطريق الحق، وتاريخنا مليئ بهؤلاء العلماء اللذين صدحوا بالحق في وجه الحكام الظلمه، فهذا العز بن عبد السلام يجبر الحاكم على الانصياع لقوله، عندما نصحه فرفض النصيحه فما كان منه الا ان هم بترك البلد، فهم معه وتبعه اهل المدينه كلها، فوجد الحاكم نفسه وحيدا، فطلب منه العودة ولبى كافة مطالبه. فليت القرضاوى وامثاله استخدموا سلطانهم على الحكام والشعوب في احقاق الحق، بدلا من تهييج النفوس واشعال الفتن بين المسلمين ليقتل بعضهم بعضا. واذا كان القرضاوي فعلا حريصا على مصالح المسلمين من الحكام الفاسدين والظلمه، فنتمنى ان نسمع منه ولو وصله واحد بخصوص قاعدة العديد الامريكية، او عن زيارات المسئولين الاسرائيليين لقطر وغير من البلايا.
اننى حقا اتسائل عن الدافع الحقيقي للقرضاوى لاصدار هذه الفتوى التى لا تمت بصله لدين او قانون.. ام ان القرضاوي اصبح جزء من المقاولة التى تقوم بها حكومة قطر بواسطة مفجرة الفتن في المنطقة قناة الجزيره، ام انه حن لايديولوجية الاخوان المسلمين القديمه الجديده في ركوب موجات الانقلابات ومحاولات تغيير الانظمة بغض النظر على الطريقة التى تتم بها. وهنا اعتقد ان القرضاوي في فتواه الاخيره، كان ينطق بهاتين الصفتين، كبوق اعلامي لحكومة قطر وقناتها الجزيره التى تحاول اغراق المنطقة في الفتن، وايضا جاءت فتواه لتلقي الضوء من جديد على منهج الاخوان المسلمون في التغيير والانقلاب على الحكومات، والذى رافقهم منذ تأسيس حركتهم وحتى الآن.
ولله الامر في البدء والختام

ثورة ليبيا .. الحقيقة الغائبة

ثورة ليبيا .. الحقيقة الغائبة
يوسف العاصي الطويل
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
لم يعد هناك مجال للسؤال عن حتمية التغيير الشامل في منطقتنا العربية، حتى تنهض شعوبنا وتنال حقها في الحرية والاستقلال من قيادات جلبت كافة انواع المصائب للامه، ولكن هذا التغيير لكى يؤتى ثماره لابد وان يكون نابعا ومعبرا عن حاله جماهيرية عامه تسري في جسد الامه، لها اهداف واضحه وتملك ادوات التغيير المطلوبه، وتجمع عليها غالبية اطياف المجتمع تكون مهمتها الاساسية تغيير النظام ووضع دستور جديد يلبي طموحات الامه، للوصول الى تشكيل حكومات منتخبه، تكون مسئوله امام شعوبها في كل تصرفاتها.
وقد استطاعت كلا من الثورة التونسية والمصرية تحقيق بعض الانجازات في هذا المجال وينتظرهما الكثير من النضال للوصول الى تحقيق كافة الاهداف. اما الاحداث التى تدور الان في ليبيا وبعض الدول الاخرى، فمصيرها مجهول ومفتوح على سيناريوهات عديدة تخضع بالدرجه الاولى لعوامل داخلية وقوى خارجية تحاول استغلال الاحداث الجارية وتوجيهها لتحقيق اجندات خاصه، بعيده كل البعد عن مطالب التغيير الوطنى.
وفي قرائتنا لما يدور في ليبيا وسيناريوهاته المختلفه نجد منذ البداية غموض كبير يحيط بما يدور هناك وتضارب للانباء بين ما تنقله وسائل الاعلام المختلفه عربية او محلية او عالمية، يضاف الى ذلك ان المعلومات المتوفره عما يدو كلها توضح الاختلاف الكبير بين ما يحدث في ليبيا وبين ما حدث في مصر وتونس وذلك من عدة جهات.
1- لاحظنا في ثورتى تونس ومصر الطابع السلمي لهما بالرغم سقوط ضحايا على ايدى الحكومه، ولكن الجيش بقى على الحياد لفتره كبيره، وكانت علاقته بالمتظاهرين جيده حتى وصلنا الى اللحظه الحاسمه التى تدخل فيه الجيش وحسم الامر لصالح المتظاهرين.
2- في الحالة الليبيه كان المتوقع ان يحدث نفس السيناريو، ولكن العكس حصل، فالبرغم مما قيل عن انضمام كتائب من الجيش للمحتجين، الا اننا لاحظنا عمليات تخريب ممنهجه لمعسكرات الجيش وقيام المحتجين باستخدام كافة انواع الاسلحة ضد الجيش وحدوث حرب شوارع وعمليات حرق وتخريب للممتلكات العامه وسيطره المحتجين على مقرات الجيش ومستودعات الاسلحه.
3- في حالتى مصر وتونس كانت هوية الثوار معروفه وواضحه، تمثل كافة اطياف الشعب من شباب واحزاب ومثقفين وعمال، هذا بعكس احداث ليبيا التى كانت بدايتها الاولى شعبية ولكن فجأه تم اخططافها بواسطة جماعات مسلحه، غير معروفة الهوية والتوجه، وقررت حسم الصراع بالقوه المسلحه بدل الثورة الشعبية.
4- لوحظ في احداث ليبيا غياب الفعاليات الشعبية في الداخل، من مثقفين ومعارضين، وتم التركيز على مثحدثين باسم الثوره من عواصم غربية مختلفه، لا تربطهم بالواقع ايه صله، ويروجون للتدخل الاجنبي، هذا بعكس ثورتى مصر وتونس التى كان المتحدثين يتكلمون من قلب الحدث، ومن وسط الجماهير. وحتى بعد السيطره على مدن بنغازي وغيرها استمر الوضع على ما هو عليه، بل اختفت وجوه برزت في بداية الاحداث مثل وزير الداخلية المستقيل، وغيره من الضباط اللذين قيل انهم انضموا للثوار.
5- لوحظ في احداث ليبيا سرعة التحرك العربي والدولي لحسم الامر لصالح القوى المعارضه للنظام، وتم العمل على استصدار قرارات من الجامعه العربية ومجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية ضد الحكومه الليبية والعقيد القذافي، بناء على معلومات وتقارير اخبارية صدرت من اطراف بعينها، ولم يتم التأكد من صدقها، هذا بعكس ما حدث في مصر وتونس.
6- في احداث ليبيا وجدنا كم هائل من الفتاوى الدينية التى تحرض المحتجين على قتال النظام الليبي، صدرت من شيوخ معروف عنهم فتاويهم المتكرره بحرمه الخروج على ولى الامر حتى ولو كان فاجرا، حتى وصلنا الى الفتوى الغريبه للقرضاوى الذى اباح دم العقيد القذافي، والتى لا يوجد لها اى سند دينى. وفي نفس الوقت برر نفس هؤلاء الشيوج تسلط انظمه غارقه في الفساد وحرموا التظاهر ضدها او انتقادها، ولم يشيروا من قريب او بعيد لما يحدث في دولهم.
7- بالرغم من اننى سجلت في مقالات سابقه ملاحظاتى على التغطية الاعلامية لاحداث مصر وتونس، وعدم موضعيتها بالذات من قبل قناتى الجزيره والعربية، الا اننى اجد نفسي عاجزا عن سرد وتوضيح حجم الكذب والتزييف والتضليل التى مارسته هاتات القناتان في تغطية احداث ليبيا، وساذكر بعض الحوادث التى تبين ذلك.
- زعمت هاتان القناتان ان النظام الليبي استخدم الطائرات لضرب المحتجين، ولكن حتى اللحظه لم تستطع اي منهما بث صوره او حادثه تؤكد هذا الزعم الذى جعل معظم الناس في العالم يتعاطفون مع الثوره الليبية، ولهذا وجدنا اوباما يصرح بالامس فقط بانه لديه اتباثات عن استخدام الطائرات ضد المحتجين، ولكنه لم يعرض الصور ليتأكد الناس منها. وفي احدى المرات واثتاء متابعتى لقناة العربية تم عرض تقرير عن عمليات قصف لطائرات القذافي لمطار بنغازى، وعند متابعتى للتقرير لم يشر مراسل العربيه الى ايه عمليات قصف للمطار بل كل ما ذكره هو كيفية استيلاء المسلحين على المطار وملاحقتهم للساعدى ابن القذافي واصابة سيارته باعيره نارية، اما القصف الذى كان عنوان التقرير فلم تتم الاشاره اليه او اظهار صوره .
- منذ بداية الاحداث تم نشر آلاف الاخبار العاجله التى تفيد بسقوط هذه المدينه او تلك واخبار عن مرتزقه وعمليات قصف وقتل وهروب القذافي وعائلته وغيرها، ولكن لحتى اللحظه ظهر كذب اغلبها وفبركتها. ففي تقرير لمراسل العربية من مدينة الزاوية اشار مراسل العربية الى وجود ثلاثة آلاف متظاهر في وسط المدينة يتظاهرون سلميا، وقوات الجيش تراقبهم من بعيد، وبالرغم من ذلك كان مذيعوا العربية والجزيره يصرون على القول بسقوط الزاوية في يد الثوار.
- لوحظ غياب الموضوعية في نقل الاحداث، او شعار الرأى والرأى الآخر التى تتبجح به هذه القنوات، فاذا كنا نقر بوجود احتجاجات في ليبيا، الا ان هناك صوره اخرى غائبه او غيبت عمدا، وهو تلك المظاهرات الكبيره في كثير من المدن الليبية المؤيدة للقذافي، بل ان القذافي لم يلقى خطبه المتعددة من غرف مغلقة او تحت الارض بل في ساحات عامه، وهناك صور يبثها التلفزيون الليبي وبعض الفضائيات الاجنبية لحياة طبيعية في طرابلس ومدن اخرى، بل ان هناك صوره اخرى قاتمه تعيشها المدن التى خرجت من سيطرت الحكومه، عبر عنها كثير من المتصلين بالتلفزيون والاذاعة الليبية، تصور حالة الفوضى والرعب التى تعيشها هذه المدن. وسواء صحت تلك الروايات ام كذبت فهى جزء من الصوره والحقيقه الغائبه.
- شاهدت على التلفزيون الليبي مشاهد لمن يسموا بالثوار وهم يحققون مع بعض افراد الجيش الليبي، وبعد ذلك قتلوهم ورموا جثتهم في الشارع، وهذه الصورنفسها تم نشر بعضها في الجزيره والعربيه على انها جثت من المتظاهرين الذين قصفوا بالطائرات. بل ان احد افراد الجيش الليبي ذو بشره سوداء عرضت جثته على انه احد المرتزقه ولكن التلفزيون الليبي عرض لمكالمه لشخص ليبي قال ان القتيل هو ابن عمه وقال اسمه بالكامل.
مما تقدم يمكن استخلاص بعض النتائج :
1- ان ما يحدث في ليبيا لا يمكن لاى عاقل ان يسميه ثوره شعبية بالمعنى المعروف للكلمه، بل هى اقرب الى التمرد المسلح والمواجهات بين الجيش الليبي وبين جماعات مسلحه بكافة انواع الاسلحه، قامت بالاستيلاء على مقرات حكومية نتج عنها تدمير وقتل وارهاب، واحداث شلل كامل في اماكن المواجهات وترويع للاهالى وتدمير لممتلكاتهم، هذا بعكس ما حدث في مصر وتونس. وبحسب القوانين المحلية والدولية فان المظاهرات والاحتجاجات تفقد شرعيتها وقانونيتها فورا بمجرد لجوئها الى استخدام القوه بكافة اشكالها، ومن حق الدوله استخدام القوه ضد قوى التمرد.
2- ان من سموا زورا بالثوار لم يكونوا محتجين عاديين من عامة الشعب لهم مطالب معينه كحالتى مصر وتونس، بل هم انساس مدربون جيدا ولديهم معلومات كافيه وجهه توجههم وتقودهم، كما انهم لا يمكن ان يكونوا من الجيش الليبي، والا فكان الاسهل لهم ولقيادتهم قيادة التمرد باسم الجيش نفسه وهذا يمنحهم شرعية كبيره ويجعل الشعب يلتف حولهم، وهنا يظل احتمال كونهم من تنظيم القاعدة او من جماعات اخرى كما تقول الجهات الليبية الرسمية احتمال كبير وله ما يبرره، وبالذات بعد انتشار عناصر هذا التنظيم في منطقة الصحراء الكبرى وقيامهم بعمليات اختطاف اجانب ومواجهات مع جيوش حكومية في تلك المنطقة، على مدى الشهور الماضية.
3- -هناك غياب للادلة القاطعه على طبيعه ما يحدث تجعلنا نشك في كل ما يذاع على الفضائيات ويجعلنا نستذكر اكاذيب امريكا والغرب لتبرير غزو العراق وتدميره. فاذا كانت امريكا حتى اللحظه لم تستطع اثبات استخدام الطائرات ضد المدنيين، فلماذا تم اتخاذ اجراءات ضد ليبيا في مجلس الامن والمحكمه الجنائية وتجميد اموال بناء على تقارير واخبار غير مؤكده.
4- يضاف الى ما تقدم هو غياب التغطية الاعلامية الموضوعية لما يحدث، حيث ان مصادر المعلومات اصبحت قاصره على ما ثبته قناتي الجزيره والعربية والقنوات الاجنبية، بما فيها من تحيز وانتقائية، وغياب الوجه الاخر من الصوره. فالروايه الرسمية مغيبه، كما ان اعتماد الاثاره ونشر اخبار وصور بدون توثيق او معرفه مصدرها اصبح طابع عام لهذه القنوات.
5- في الوقت الذى تقوم فيه الجزيره والعربية بالتركيز على الحدث الليبي يتم التغاضي واهمال احداث اخرى في المنطقة مثل البحرين وعمان والاردن والعراق، وهذا يكشف ازدواجية في التعامل مع الاحداث، ويجعلنا نشك بالاهداف التى تسعى اليها هذه القنوات، وارتباطها باجندات خارجية لا تمت بصله لما يقال عن نشر الديمقراطية والحرية، ومحاربة الفساد، بل لن نكون مبالغين لو ايدنا ما قاله الرئيس اليمنى على عبدالله صالح بان هذه الثورات تدار من غرفه في تل ابيب ووواشنطن، والا كيف يمكن تفسير ترحيب اوباما واسرائيل بما يدور.
6- سيكون لما يحدث في ليبيا انعكاسات خطيره على مستقبل التغيير في المنطقة، فبعد ان كسرت الشعوب حاجز الخوف من الانظمه الحاكمه، جاءت احداث ليبيا لتعطي مثلا سيئا ومرعباً، لمستقبل التغيير، بسبب حجم الدمار والفوضى وخطر الحرب الاهلية، والتدخل الاجنبي، وهذا سيجعل الشعوب تفكر الف مره وتخاف من مصير مشابه لثوراتها ومطالبها العادله، وستعطى للانظمه مبرر للبطش بايه مطالب للتغيير.
وفي النهاية لا يسعنى الا ان اكرر ما قاله الدكتور سيار الجميل من ان الثورة الحقيقية تصنعها الشعوب ولا يخرجها خبراء في استويوهات أفلام إعلامية ، ولا في دوائر مؤامرات خارجية .. ولا ينجزها محتل غاشم يفرض أجندته على أي شعب من الشعوب .. ولا تمثلها جوقة من الضباط الذين يسمنون انفسهم بـ ” الاحرار ” ليقوموا بانقلاب عسكري دموي او صوري ، ولا تتبنى أكذوبتها شلة حزبية قوامها أولاد شوارع من المتسكعين الفاشلين ، ولا يتبجح بها معارضون ساقطون تنقلوا على كل الموائد ، وقد نصبّهم المحتل على حكم البلاد والعباد .. ولكم في تجربة العراق وافغانستان عبره يا اولي الالباب