ثورة مصر وتداعياتها على القضية الفلسطينية .. سيناريوهات محتمله
يوسف العاصي الطويل
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
ظل مسار القضية الفلسطينية وسيبقى مرتبطاً سلباً او ايجاباً بالوضع العام في مصر، ليس فقط لان مصر تمثل مركز الثقل في المنطقة، لاسباب حضارية ودينية وجيوسياسية، بل وايضاً بسبب التقارب بين فلسطين ومصر جغرافياً وثقافياً، بحيث اصبحت مقولة ان فلسطين هي البوابة الشرقية للامن القومي المصري مسلمه لا يستطيع انكارها احد، ونفس المقوله تنطبق على الجانب الفلسطينى، وبالتالى فان ايه تغييرات تحدث على جانبي الحدود لابد وان تؤثر بقوه على الجانب الاخر.
من هذا المنطلق اعتقد ان الثورة المصرية سيكون لها اثار كبيره على القضية الفلسطينة ومستقبلها، ولكن هذه الاثار لم تتضح حتى اللحظه بسبب ان اجندة الثورة غير واضحة فيما يتعلق بالسياسية الخارجية، كما ان الثوره لم يكن لها قيادة موحدة لها مطالب محددة تشمل كافة المجالات الداخلية والخارجية، بل اثفق الجميع على حد ادنى من المطالب الاصلاحية الداخلية. ومما زاد من غموض الوضع المصري القادم هو تعدد الجهات التى تريد اختطاف الثوره، فالشباب من ناحية، والاحزاب المعارضة من ناحية اخرى، ومنظمات المجتمع المدنى.. الخ. حيث لاحظنا محاولات من الجميع للبروز واظهار احقيته بالثورة، وان اتفقوا في النهاية على تسميتها بثورة الشباب، بالرغم من اعتقادى ان هذه تسمية ملتبسه وماكره، لانها لم تحدد لنا من هم هؤلاء الشباب وما هي مطالبهم الحقيقية ومن يقف ورائهم، ومن هم قادتهم.
ولتوضيح هذا الامر لاحظنا كيف تم تسمية بعض الشباب بانهم رموز للثوره ودفعهم بقوه سواء من خلال تسريبات اعلامية او مقابلات تزعم انهم يقفون وراء تنظيم هذه الثوره امثال وائل غنيم، وغيرهم من شباب الفيس بوك. واذا كنا لا ننكر دور هؤلاء الشباب في الثوره الا اننا لا يجب ان ننسى ان غالبية الشعب المصرى الذى خرج بالملايين ليعبر عن رفضه للنظام، لا يعرف كثير منه القراءه والكتابه حيث تشير الاحصاءات الى ان نسبة الامية في مصر تصل الى30% ، كما ان استخدام الانترنت في مصر لا يتعدى اكثر من 15% من اجمالى السكان، وبالتالى فان مستخدمى الفيس بوك الذى هو حكر على ابناء الطبقة الغنية، الذين يمتلكون كمبيوترات محموله وغيره لا يمكن ان تمثل الا نسبه قليله من ابناء الشعب المصري. وهنا يظهر التضليل الاعلامى وكأن هناك محاوله لاستغلال عدم الرضى العام على الاوضاع في الشارع المصري، لتجنى ثمارها طبقه مجهوله ليس لها اهداف او قياده واضحه، وتثار حولها بعض الشكوك، في نفس الوقت الذى يتم فيه تغييب رموز معارضه لم يثنها بطش النظام على مدى عقود من الثباث في موقفها ومعارضتها للنظام والعمل على فضحه بكل الوسائل.
هذا الوضع الغامض لمستقبل الثورة المصرية، وماهية القوه التى ستمتلك السلطه يضع علامات استفهام كبيره، ربما وجدت تعبيرات لها بحالات تفائل ساذجه من البعض، او بحالات حذر متعقله من البعض الاخر. وبعيداً عن التفائل الساذج او الحذر ونظرية المؤامره، لابد وان نحاول استشراف السيناريوهات المستقبلية لموقف الحكومه المصرية القادمه من القضية الفلسطينية بناء على فرضيات مختلفه تتنبأ بمن ستؤول له السلطه في مصر.
وحتى لا نذهب بعيدا فاننى كنت من البداية رافضا لتسمية هذه الثورة بثورة الشباب، فهى ثورة للشعب المصري باكمله وبكافة شرائحه، ولا يمكن حصرها او ادعاء ملكيتها لبعض الشباب الذين دعوا اليها، والا فاننا نتغاضى ونغفل تضحيات قوى المعارضة وكثير من الكتاب والمفكرين والوطنيين المصريين على مدى عقود طويله، حيث اعلنوا وفي مناسبات عديده عن رفضهم لممارسات النظام المختلفة ودفعوا ثمنا غاليا لذلك سواء بالسجن او التضييق في العمل والحركه .. الخ. كما ان نسبتها للشباب فيه ظلم وتهميش للغالبية الساحقة من الشعب المصري، والتى كانت صامته فيما مضى، ولكن الثوره حركتها، فكانوا وقودها وحماتها ولولاهم لما وجدنا هذه المظاهرات المليونية في كل مكان. اذن لا يجب اعطاء الفرصه لاحد بالادعاء بملكية الثوره، وبالذات الشباب منهم الذين بدأ يصدر منهم تصريحات وتوجهات تبدو وكأن اطراف خارجية تقف ورائهم، ففى تصريحاتهم تبدو محاولات تهميش للاطراف الاخرى الفاعله على الساحة المصرية، فظهرت دعوات لتشكيل حزب للشباب فقط، ومطالبه بان لا يزيد عمر رئيس الجمهورية عن 50 عاما، بل ان بعضهم تجاوز في تصريحاته وكشف عن توجهاته المستقبلية، فهذا طارق غنيم الذى اريد له ان يكون مفجر الثوره وقائدها يجرى مقابله مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية 18/2/2011، أجرته معه سمدار بيري، حيث قالت بيري إنها اجرت الحوار مع غنيم عبر الهاتف، وبخصوص موقفه من دولة الاحتلال، قال غنيم للصحافية: «أتريدين أن أقول لك ما رأيي في (إسرائيل) وما رأيي في السلام وفي العلاقات معكم (إسرائيل)، أتفهمك، حقك السؤال، لكن لا أريد التصريح في هذا الموضوع، فقد قلت لك، لست سياسياً وأنا لست الشخص الذي يتخذ القرارات في المواضيع الخارجية لمصر». وأضاف: «أنا غارق بكاملي في الشؤون المصرية الداخلية، وما يهمني هو كيفية توفير الكرامة للمواطن البسيط». وأوضح أن لديه موقفا تجاه الدولة العبرية، لكن دون الكشف عنه، وليس من مهمته كشفه تفادياً للخطأ، حسب تعبيره، ولن يكشف عن موقفه في الوقت الراهن.
وفي الوقت الذي قبل فيه مفجر الثوره اجراء هذه المقابله مع صحيفه اسرائيلية، كان يرفض في البداية اجراء ايه مقابله مع وسائل اعلام عربية، وقد إستغرب الكثيرون بشكل كبير ما كتبه وائل غنيم على حائط صفحة "كلنا خالد سعيد" بعد إطلاق سراحه من قبل أمن الدولة في مصر متنكراً لوسائل الإعلام العربية التي وقفت معه في أزمته وساندت الثورة المصرية منذ أول يوم، حيث كتب بالحرف: يا ريت وسائل الإعلام اللي مش مصرية تريح نفسها خالص .. أنا مش باتكلم إلا مع وسائل الإعلام المصرية بس". ولو راجعنا توجهات قادة ما تسمى ثورة الشباب فاننا سنجد ان اغلبهم ذوى توجهات امريكية، وغالبيتهم انهوا دراستهم في الجامعه الامريكية او في امريكيا، وحتى من قاموا بتشكيل ائتلاف ثورة شباب مصر معضمهم اعضاء في الجمعية الوطنية من أجل التغيير التى يتزعمها البرادعي، الذى يتشكك الكثيرون في نواياه الحقيقية ومن يقف خلفه ومن يمول مؤتمراته ونشاطه في مصر وخارجها.
على العموم ليس هدفي التشيك في صدق نوايا احد وكل املي ان تلبى هذه الثوره آمال الشعب المصري وطموحاته في العزة والكرامه، لا ان يتم اخطتاف هذه الثوره باسم مجموعه هنا او هناك تشكلت في جنح الليل، وسلطت عليها اضواء الاعلام لهدف في نفس يعقوب، لصناعه نجم او بطل مزيف والدفع به الى واجهة الاحداث، والرويات والقصص التى تتناثر على صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية تكشف عن حجم البلبله واللغط والغموض الذى يسود الساحه المصرية الآن، في ظل تغييب متعمد للقيادات الحزبية والفكرية المصرية الوطنية، او تخويف منها والقول بانها عجزت عن احداث التغيير المطلوب طوال عقود، ولذلك يجب ترك الساحه للشباب، الذين وجدنا الاداره الامريكية تتعاطف معهم منذ اللحظة الاولى وتضغط على مبارك لتلبية مطالبهم، في حين انها ظلت لعقود تقف موقف المتفرج من بطش النظام وقهره للمطالب الشعبية المصرية والاحزاب المعارضه، ولكنها حولت موقفها بالكامل لصالح البرادعي وحملته، وثواره الذين يتم تصنيعهم بليل ليحكموا مصر، بعقليه جديده ستكون اسوأ في تداعياتها على المنطقة العربية والقضية الفلسطينية من فترة مبارك.
من هنا فاننى اعتقد اننا امام سيناريوهات متعددة لتداعيات الثورة المصرية على المشهد المصري الداخلى وعلى المنطقة العربية وبالذات على القضية الفلسطينية، وبالذات اذا تم ربط هذه الثورة بما يحدث في العالم العربي من مغربه الى مشرقه من توثرات واحداث ومطالب للتغيير ربما تبعث الامل العربي من جديد، ولكنها في نفس الوقت تثير القلق والرعب من مرحلة تسودها الفوضى والقلاقل، ربما تقود او لا تقود للوصول الى الهدف المطلوب، وربما تكون نوع من الفوضى الخلاقه التى تقدمها واشنطن بشكل جديد، ستؤدى الى حدوث تحولات كبيره وتغييرات في المنطقة ستخلق الاوراق في المنطقة، ويمكن استغلالها من قبل اسرائيل وامريكيا لتنفيذ مخططات على الارض سواء ضد فلسطين ولبنان او ضد ايران.
التداعيات على القضية الفلسطينية
في ظل التغيرات المتسارعه على الساحه العربية باتت مهمة وضع رؤيا واضحة وخطوط عريضة لما هو ات في مقبل الايام عملية صعبه ومعقده، وبالذات عند محاولة توقع ما ستؤول اليه هذه الاحداث وبالذات في مصر والاثار المترتبة عليها على المعادلة السياسية في الشرق الأوسط وعلى القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، حيث ستلعب مجموعة محددات دوراً بارزاً في تأثير تغيير النظام المصري الحاكم على القضية الفلسطينية والأوضاع في الأراضي المحتلة، وتتعلق هذه المحددات بتركيبة النظام الجديد وسياسته الخارجية تجاه القضية الفلسطينية، والموقف الإسرائيلي والدولي، ومنها ما يتعلق بالجانب الفلسطينى وكيفية قدرته على فهم التحولات القادمه.
فمنما لا شك فيه ان مصر قبل 25 (يناير) تختلف عن مصر الخارجه من رحم الثوره، وأيا كان الاختلاف فان ذلك سينعكس على القضية الفلسطينية وكل القضايا المتعلقة بها خلال الفترة القادمة، حيث من المتوقع ان تعمل التغيرات المتسارعة في مصر على تغييب الملف الفلسطيني ولو شكلياً، وسيصاب بالجمود، وليس مستبعداً طي ملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية والمصالحة الفلسطينية، وكثير من القضايا الاخرى، حيث ستتراجع أهميتها في الأجندة المصرية لصالح ترميم ما تهتك من وضعية مجتمعية داخلية وإصلاح بنية النظام وسيكون الهم الداخلي هو الهم الاوحد الجدير بالاهتمام.
فالقيادة المصرية الجديدة ستكون في المرحلة القريبة القادمه ذات توجهات إصلاحية داخلية، لان هناك احتمال كبير لان تتعرض مصر لبعض القلاقل، حيث سيسود التنافس بين القوى السياسية، وسيضغط الشعب لتحقيق مطالب كثيره متراكمه، ربما لا تستطيع ايه قياده مصرية تلبيتها، لارتباطها بالتزامات دولية، او لعدم توفر الامكانيات، وهنا من الممكن ان تحاول ايد خارجية ان تفسد عملية التحول الديمقراطي.وسيحتاج الامر قليل من الوقت لكي يستقر النظام الجديد. وخلال هذه الفترة لن يستطع احد فتح الملفات الكبرى كاتفاقية كامب ديفيد والالتزام بالسلام مع إسرائيل. ومن المرجح ان ايه شخصية مصرية ستتولى الرئاسة او الحكومه ستكون حريصه على الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد وعلى علاقة مصر مع واشنطن والغرب، لان الجيش المصري لن يقبل بعكس ذلك، نتيجه للاختلال الرهيب في توازن القوى لصالح اسرائيل، حيث تم اضعاف قدرات الجيش المصري خلال اربعة عقود متتالية، ويحتاج لفتره ليست بالقليله لاعادة هذا التوازن.
ونتيجه لعدم وضوح الرؤية المستقبلية في مصر سيدخل الجانب الفلسطيني المتخم بجراح الانقسام، والحصار، وفشل المفاوضات، والضغوط الخارجية والداخلية ليتعامل مع هذا الواقع الجديد، مفسرا ما يحدث وكأنه جاء ليصب في صالح هذا الفصيل او ذاك، حيث سيرى البعض ان ثورة مصر ستعزز دور فصائل المقاومة الفلسطينية وان الوحدة ستتحقق نتيجة لتراجع مكانة السلطة الفلسطينية لدى مصر، بينما سيرى آخرون أن مصر الجديدة ستتخذ نفس البعد عن حماس وفتح مما يفتح الباب لاستعادة الوحدة الوطنية. وسيذهب آخرون لابعد من ذلك، بالقول أن أي تغيير في النظام لجهة دور ما لجماعة الأخوان المسلمين سيصب في صالح حماس وسيخفف الضغوط عليها في ملف المصالحة، وفتح معبر رفح، والضغوط الاسرائيلية.
وعلى الجانب الاسرائيلى فمن الممكن ان تجد اسرائيل نفسها في وضع مثالي لتنفيذ ما تريد، وستعمل على اعادة خلط الأوراق من جديد، في ظل عدم الاستقرار الذى سيصيب المنطقة، بسبب عدم تبلور البديل القوى الذى ستفرزه عمليات التغيير، الأمر الذي سيدفع إسرائيل لاستغلال الفرصة لفرض واقع جديد على الارض (استيطان، تهويد القدس، القاء غزه لمصر، والضفه للاردن، ترحيل عرب 48 الى اراضى السلطه ضرب ايران بالتعاون مع امريكا، شن حرب على لبنان.. الخ)، ويمكن مقارنة هذا السيناريو بما حدث للقضية الفلسطينية بعد الفوضى التى احدثها الصراع على السلطة بين حماس وفتح.
اما على المستوى الدولى فلن يتغير الموقف الامريكي تجاه المنطقة، وستعمل كل ما بوسعها لفرض رؤيتها السلمية المطابقه للرؤية الاسرائيلية، مستغله حالة عدم الاستقرار في مصر والمنطقه وانشغال هذه الدول بترتيب البيت الداخلى المهدد بخليط عجيب من عوامل عدم الاستقرار، من فقر وبطاله وفساد وخلافات دينية وطائفية وقبلية ..الخ. وستكون هذه اللحظة هى افضل الاوقات لفرض اجندات وحلول خلاقه من وجه النظر الامريكية على المنطقة، وليس مستبعدا ان يستغل تيار المحافظون الجدد والجماعات البروتستانتية في الغرب هذا الوضع، ويرون فيه علامه لقرب قيام الحرب بين قوى الخير والشر (هرمجيدون)، تمهيدا لعودة المسيح الى الارض، بل من الممكن ان تدفعهم حاله الفوضى التى يمكن ان تسود المنطقة الى التعجيل بحدوث هذه المواجهه، في ظل فقدان رهيب لتوازن القوى بين طرفي الصراع من كافة النواحي. وهنا لن يكون دور الدول الكبرى الاخرى فاعلا، لسبب بسيط هو رغبة هذه الدول في توريط امريكيا في صراعات متعدده لاضعافها في النهاية.
ومن هنا فاننى اطالب القيادات الفلسطينية، في رام الله وغزة ان تقرأ الحدث على انه مفتوح لكافة السيناريوهات وليس انتصارا لطرف على الآخر فكل الاحتمالات واردة سواء عدم حدوث تغير كبير في السياسة الخارجية المصرية، او حدوث تغيرات كبيرة في المؤسسة الحاكمة في مصر أو حالة فوضى وعدم استقرار، حيث سينعكس كل ذلك على القضية الفلسطينية ومسقبل السلطة والمصالحه والعملية السلمية، مما سيفتح الباب على مصراعية لسيناريوهات عديده قديمه اخطرها حسب رأيي هو تنفيذ مخطط اعادة الاوضاع لما كانت عليه قبل 1976، اى الخيار الاردنى المصري، بضم غزة لمصر والضفه للاردن، وارهاصات هذا الحل بدأت تظهر حتى قبل احداث مصر، حيث طالبت دراسه امريكية باقامة الدولة الفلسطينية في الضفه فقط، في نفس الوقت الذى قرر فيه نتنياهو قطع علاقة إسرائيل مع قطاع غزة فيما يتعلق بالبنية التحتية – ماء وكهرباء. فاذا ربطنا ذلك بالقلاقل التى بدأت في الاردن، وضعف سلطه رام الله، وتهديد امريكا بقطع الدعم المالى عنها، ووجود توجهات قديمه لحل السلطه، فانه من السهوله تنفيذ هذا المخطط بسهوله في الضفة الغربية. اما بالنسبه لمصر فبغض النظر عمن سيحكمها، فانه لن يجد امامه بداً، على الاقل لارضاء الشارع المصري- من فتح معبر رفح لتعويض تخلى اسرائيل عن غزة، وهو ما سيصلب من موقف حماس التى تعتقد ان ما حدث في مصر جاء لصالحها، وبالتالى لن تحصل المصالحه، وسيتعزز الانقسام، وستجد حماس بعد فتره انها عاجزه عن حكم غزة بسبب انقطاع الدعم المادي عنها الذي يصلها من معونات دولية عبر رام الله، فتحدث حاله من الفوضى في القطاع يتم حلها اما بقوات دولية او باخضاع غزة للحكم المصري، او باعادة اسرائيل احتلال محور فيلادلفيا.
اضافه الى هذا السيناريو المتشائم، فان هناك سيناريوهات متفائله ترى بامكانية حدوث تغيير حقيقي في المنطقة، ينعكس بالايجاب على القضية الفلسطينية، يعيد للشعوب حقوقها ويستنهض قوى الامه وتوحدها تجاه الاخطار التى تتهددها وتضع الامه العربية من جديد في مكانها الصحيح بين الامم، ولكن هذه السيناريوهات وامكانية تحققها يعتمد في النهاية على طبيعة الاداء العربي والفلسطينى بمجمله شعوبا ونخبا سياسية، وقدرتها على فهم خطورة المرحلة وحساسيتها وامكانياتها المفتوحه على كل السيناريوها، ودور القوى الخارجية والداخلية واسرائيل بالذات في التأثير على الاحداث وحرفها عن مسارها الصحيح، لتحويل هذه الثورات والمطالب العادلة للشعوب العربية، الى حالات من الفوضى الخلاقة التى تريدها امريكا، بدلا من ديمقراطية خلاقة تكافح شعوبنا لتحقيقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق